هذه قصيدة للدكتور عبد العزيز الرنتيسي -رحمه الله وتقبله عنده في الشهداء-وهي عبارة عن حوار بينه وبين نفسه ...
ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب
ماذا عليك إذا غدوت بلا وطــن ونعمت رغـد العيش في ظل الشباب
يا هذه يهديك ربك فارجعــي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنــع
ولذا فشــدي همتي وتشجعـي
هاأنت ترسف في القيود بلا ثمـن وغدا تموت وتنتهي تحت التــراب
وبنيك واعجبي ستتركهم لمــن والزوج تسلمـها فتنهشــها الذئاب
القيد يظهـر دعوتي يوما فع
وإذا قتلت ففي إلهـي مصرعي
والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
إني أخــاف عليك أن تنفى غدا ويصير بيتك خاويا يشكو الخراب
وتهيم بحثا عـن خليل مؤتمــن يبكي لحالك أو يشاطرك العـذاب
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتـع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعـي
إلا بنيــل شهادة فتشفعــي
إني أراك نذرت نفس للمحــن وزهدت في دنيا الثعالب والكـلاب
وعشقت رمسا يحتويك بلا كفن فرجوت ربي أن تكون على صواب
أنا لـن أبيت منكسا للألمــع
وعلى الزناد يظل دوما أصبعي
ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعــي
وإذا بذلت الغال مجدا تصنعـي
إني أعيذك أن تذل إلى وثــن أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن أرضى حيـاة لا تظللها الحــراب